لينا صالح وهب... العلم شغفٌ مستمر والتميّز نهجٌ راسخ

Lebanon AlHadath • ٢ يونيو ٢٠٢٥


"العلم لا يتوقّف عند شهادة، بل يبدأ بها" – بهذه الرؤية، تواصل الصحافية والمستشارة الأكاديمية لينا صالح وهب مسيرتها الفكرية والمهنية، محقّقة إنجازًا جديدًا في سجلّها الحافل، مع نيلها درجة الماجستير في إدارة المعلومات من كلية الإعلام في الجامعة اللبنانية، عن رسالتها النوعية بعنوان:
"إداريو المعلومات في سوق العمل في لبنان: خريجو كلية الإعلام نموذجًا".


في زمن تتدفّق فيه المعلومات بلا حدود، وتضيع الحقيقة في زحمة البيانات، تؤمن وهب بأنّ "إدارة المعلومات لم تعد خيارًا، بل ضرورة وجودية لكل مؤسسة تسعى إلى اتخاذ قرار ذكي، ولكل إعلامي يسعى إلى نقل المعرفة لا مجرد الحدث". وتضيف: "الإعلام مسؤولية، والمعلومة ليست ملكًا خاصًا، بل أمانة وطنية ومجتمعية. علينا أن نحسن جمعها، غربلتها، وتوظيفها من أجل الخير العام."

رسالتها الأكاديمية لم تكن مجرّد دراسة، بل صرخة علمية في وجه التهميش الذي يعانيه هذا الاختصاص في سوق العمل اللبناني، ورؤية متقدمة نحو بناء مجتمع معرفي، تُدار فيه المعلومات بكفاءة، ويُحترم فيه العقل المنتج للمعرفة.
في هذه الرسالة، لم تسعَ وهب إلى عرض نظري أو سرد مفاهيمي. بل اختارت الاقتراب من الواقع كما هو: بأرقامه، وتناقضاته، وأصوات من فيه. درست موقع هذا التخصص في سوق العمل، وتتبعت التجارب المهنية للخريجين، وطرحت إشكاليات تتعلّق بصلته بحاجات المؤسسات العامة والخاصة.
تقول وهب في هذا السياق:
"لا تكمن أهمية إدارة المعلومات فقط في تنظيم الملفات أو رقمنة الأرشيف، بل في وعينا لما نملكه من معرفة، وكيف نستثمرها، وكيف نحميها من التهميش أو الاستهلاك العشوائي."

اعتمدت الباحثة في دراستها على مقاربة تحليلية-ميدانية، متسلّحة برؤية نقدية منهجية، وقدّمت مجموعة من التوصيات التطبيقية التي تُعدّ مرجعًا لأي جهة تطمح إلى تطوير هذا القطاع وبناء اقتصاد معلوماتي متكامل.
إنّ أهمية هذا التخصص لا تنحصر في البُعد التقني أو المعلوماتي فحسب، بل تتعدّاه إلى إرساء مفاهيم الحوكمة الرشيدة، والشفافية، والإتاحة، والتنمية المستدامة المبنية على المعرفة، ما يجعل من إدارة المعلومات أداة استراتيجية في الإعلام والإدارة على السواء.

إننا في موقع لبنان الحدث، إذ نبارك لرئيسة تحريرنا هذا الإنجاز الأكاديمي الرفيع، نعتز بأن تكون هذه المؤسسة الإعلامية منبرًا دائمًا لتكامل المعرفة والمهنة، ولحضور نسائي لبناني وازن، يثبت أن الإعلام ليس فقط نقلًا للحدث، بل صناعةٌ للمعرفة وقيادةٌ للتغيير..