عذراً غزة فنحن الجبناء

عضو اتحاد الصحفيين الدوليين خالد زين الدين • ١ نوفمبر ٢٠٢٣

ماذا لو إتحد العرب ؟
ماذا لو حصل ما يخافه الغرب ؟ 
الإتحاد سيُقوي شعور العرب بالأمان، ليس الأمان العاطفي والنفسي بل الأمان العربي الحقيقي، عندما يتحد العرب المكاسب ستكون كثيرة .
تتمثل بوطن عربي رائع وقوي وعظيم يتمتع بالإكتفاء الذاتي على كل المستويات ، فلنتخيل مثلا القاهرة عاصمة للسياحة ودبي عاصمة للتكنولوجيا والصناعة والقدس ومكة عاصمتين دينيتين وبيروت عاصمة للتعليم الجامعي....... 
تبلغ مساحة الدول العربية مجتمعة حوالي 13.4 مليون كم مربع، ما يجعلها الدولة الثانية في العالم من حيث المساحة وخلفها روسيا .
كما تتميز الدول العربية بوحدتها في سواحلها البحرية حيث تتخطى 20 ألف كم مربع ما يجعلها في المرتبة التاسعة عالمياً، بالإضافة إلى إشرافها على عدة بحارٍ ومحيطات وممرات مائية، منها بحار إستراتيجية، أبرزها البحر الأبيض المتوسط وبحر العرب والبحر الأحمر ، والذي سيتحول لبحر عربي خالصٍ بالإضافة إلى المحيطين الأطلسي والهندي، وكلٌ من مضيق جبل طارق وباب المندب وهرمز وقناة السويس، وفي حال توحدت الدول العربية ستكون أكبر جسر يربط الشرق بالغرب، وستصبح الدولة الثالثة في العالم من حيث السكان، ومن خلفها الصين والهند بتعدادٍ سكاني يتخطى 400 مليون نسمة .
أما على الصعيد الإقتصادي ستتحول الوحدة العربية إلى الوحدة الأكبر في الإنتاج النفطي ليتخطى معدله 26 مليون برميلٍ يومياًـ وهذا يُعد ثلث الإنتاج النفطي العالمي، ويجعلها المقرر الأوحد لسعر النفط العالمي والبورصة النفطية والطاقة والغاز الطبيعي، والذي يبلغ مخزونه في الدول العربية متحدة أكثر من 56 تريليون متر مكعب ما يعادل 30 % بالمئة من مخزون الغاز العالمي، أما على الصعيد الزراعي فتصل المساحة الصالحة للزراعة إلى أكثر من 610 الآف كم مربع والذي يحولها الى القوة السادسة عالمياً على الصعيد الزراعي .
أما على صعيد الناتج القومي والميزانية فتتخطى حاجز 6 ترليون دولار مجتمعة، ما يضعها في المركز الرابع عالمياً، وسيتخطى متوسط دخل الفرد حاجز 8000 دولاراً أمريكياً مما يضعه في المركز 78، عالمياً من بين 184 دولة .
أما على الصعيد العسكري سيتحول الجيش العربي المتحد إلى قوة عظمى تكون أكبر جيش عرفه التاريخ على الإطلاق في العدد، حيث سيصل عدد أفراده إلى 4 مليون مقاتل أي أكبر من الجيش الصيني الأكبر حالياً والبالغ عدده 2.3 مليون جندي، بالإضافة إلى جنود الإحتياط والذي يتخطى عددهم 3.5 مليون جندي ، أما من حيث التجهيزات والعتاد سيبلغ عدد الطائرات العسكرية للإتحاد أكثر من 5000 طائرة مما يجعلها الثانية عالمياً من بعد أمريكا والتي تمتلك 14000 طائرة، بالإضافة إلى القطع البحرية بمختلف أنواعها والتي ستبلغ قرابة 1200 قطعة ما يجعلها في الصدارة عالمياً من حيث القدرات والأسلحة والعتاد البحرية .
أما بالنسبة للدبابات والتي ستبلغ 18 الف دبابة ما يجعلها في الصدارة ومن خلفها روسيا التي تمتلك 15 الف دبابة، وتبلغ الموازنة الحربية للإتحاد العربي أكثر من 123 مليار دولارٍ، وهو ما يضعها في المركز الثالث خلف الولايات المتحدة الأمريكية والصين .
في النظر إلى الأرقام الحالية قد يكون الإتحاد العربي، الإتحاد الأقوى عالمياً .
أما في النظر لما يحدث في غزة من رعب وخوفٍ وقصفٍ همجي ومجازر إبادية بحق عائلات مُسحت بأكملها من الحاضر ومن السجل المدني وأصبحت ماضىٍ يُبكي الحجر قبل البشر، وما نشهده من قتل للأطفال والأمهات والمسعفين والأطباء العالقون بين الركام والحطام والدمار فيه إجرام لا يوصف .
سكان ينتظرون الموت بين اللحظة والأخرى، أطفالٌ تُكتب على أجسادهم وأقدامهم أساميهم لتسنح الفرصة في التعرف عليهم بعد الموت المحتوم والمصير المجهول .جثث منتشرة في كل مكان ومجازر حولت الأحياء لأشلاء ولأجساد متفحمة .
قذائف ، صواريخ أسلحة فتاكة مدمرة تستخدم لأول مرة وكأن غزة وأهلها وأطفالها مختبر لفحص فعالية ونتائج تلك الأسلحة المدمرة والمحرمة دوليا، على شعوب، والمسموحة على أمتنا وأطفالنا وشعوبنا ونسائنا وبناتنا وكهولنا وأبرياؤنا .
مشاهد صادمة حولت القطاع إلى مدينة أشباح تبحث حتى طرقاتها عن سبيل للنجاة ، قصف وحشي همجي هدفه الرئيسي التعطش للدماء والسحق والإبادة ومسح المدينة بقاطنيها وساكنيها وزائريها وحتى المارين عبرها بلا رحمة .
حتى مساجدها وكنائسها ومستشفياتها لم تسلم منهم .
وبالنظر إلى الأمة العربية والجامعة العربية، فعذراً غزة كل وحدتنا وقوتنا وثرواتنا، وما نملك لم تستطع حتى إدانة العدو القاتل ومنعه من الإستمرار في سفك الدماء، ولم تستطع إدخال مساعدة إنسانية طبية وغذائية للمحاصرين .
عذراً غزة لن نستطع إنقاذ الأبرياء لأن حاكمينا وكلاء وعملاء .
عذراً غزة لم نستطع فتح الحدود للمصابين والهاربين والمظلومين والمدنيين لأن حاكمينا هم المتآمرين وحارسين حدود العدو.
عذراً غزة فكل جيوشنا لم تستطع إنقاذكم منهم، لأن الأهم هو حياد الملوك والحكام والسلاطين وعملاء ووكلاء المجرمين والمحتلين.
عذراً غزة فنحن المهزومين والخانعين والخاضعين .
عذراً غزة فهل علمتِ الآن لماذا وحدتنا خطر على الغازين وساحقة لأصحاب العروش وحاكمينا؟ 
عذراً فالنصر ليس إلا بخلع الحكام المجرمين.
فلنتخيل ولو قليلاً نتائج الوحدة العربية، سنرى كل مظاهر الحضارة العربية مجتمعة وليس مظهراً منفرداً في كل بلد على حده ، نحن ما يجمعنا العروبة ، عروبة تتناسب مع الغرب ومشاريعه الإستيطانية والتفريقية والإستعمارية في عروبتنا ، أما عن مشروع (الوطن العربي) أو إتحاد الدول العربية فهو سراب ووهم نحاول أن نجعله واقعاً ويأبى الواقع ألا أن يكون مٌراً ، مهلاً إنتبهوا لقد قلت لكم : " تخيلوا ".
فهل سنستيقظ أم سنبقى نائمين همنا الخلاف الطائفي بين أنت السُني وأنا الشيعي وما بين أنت مسلمٌ وأنا مسيحي وبين منطقتنا لنا ومنطقتُك لي والغرب يحشد قواته وأساطيله وعتاده متحداً تاركاً الخلاف عندما يتعلقٌ الأمرُ بالعربي.
فهل الأمر سيبقى خيالاً وسنبقى يورصة دماء ترتفع أمام ما يُسمى بالإنسانية والعدالة والحقوق المحرمة عليِ ك عربي ؟.