مـزارع شـبـعـا «نـار تـحـت الـرمـاد»

Lebanon AlHadath • ٢٤ يونيو ٢٠٢٣

في غضون ذلك، ارتفعت حدة التوتر على الحدود الجنوبية مع اصرار قوات الاحتلال الاسرائيلي على تضخيم الاحداث في مزارع شبعا، بعدما تحدثت عن اختراق لحزب الله في المنطقة.

وفيما وصفت مصادر مطلعة ان ما يجري في المنطقة «نار تحت الرماد»، محذرة من اي خطوة اسرائيلية قد تدفع المنطقة الى تصعيد خطير. 

ارتفعت الاصوات المنتقدة في اسرائيل لما اسمته ضعف رد فعل الحكومة ازاء مواجهة ما اسمته تحديات حزب الله «الاستفزازية» في المزارع...

وذلك بعد ساعات على الكشف عن ما اسمته قوات العدو، اختراق مزارع شبعا من قبل عناصر من الحزب الذي وضع مؤخراً خيمتين وفيهما مقاتلون، من خلال انزلاق متعمد لبضعة أمتار داخل منطقة تحت سيطرة إسرائيل. 

وقالت صحيفة «هآرتس» ان الجيش الإسرائيلي والحكومة يعرفان عن هذا التجاوز، وتابع الجيش بشكل دائم ما يحدث في المكان، لكنه أمر لم يتم إبلاغ الجمهور عنه حتى أمس الاول.

واشارت الى ان حزب الله ثبت حقائق على الأرض في مزارع شبعا في المنطقة التي هي تحت سيطرة الجيش الإسرائيلي والتي يحظر دخول المدنيين إليها. 

لكن المستوى السياسي والجيش قررا الامتناع عن استخدام القوة، واختارا نقل رسائل تهديد عبر قنوات ديبلوماسية بواسطة قوة «اليونيفيل» وبعض الدول الغربية.

لكن التهديدات لم تثمر أي نتائج حتى الآن، على الرغم من التهديد بالقيام بالإخلاء بالقوة. وهي خطوة قد تؤدي إلى تصادم عنيف بشكل أوسع مع حزب الله.

لا يـجـب الـتـصـعـيـد

ووفقا للصحيفة، ثمة إغراء كبير ومبرر لانتقاد الحكومة بسبب سلوكها على الحدود اللبنانية. 

فمن جهة، تتبجح الحكومة اليمينية المطلقة وتهدد باستمرار بضرب الأعداء بكل قوة، ومن جهة أخرى تضبط نفسها إزاء «استفزازات» حزب الله الصارخة، بل وحاولت إخفاء ذلك عن المواطنين.

مع ذلك، من الأفضل للمعارضة عدم حث الحكومة على فعل المزيد، بالتحديد في هذا المجال. 

ويبدو أن الأمر الأخير الذي تحتاجه إسرائيل الآن هو التصعيد على جبهة أخرى، أمام حزب الله. خصوصا ان هناك ميلا لتوحد الساحات المختلفة من أجل عمل موحد.

حـزب الله والـتـحـدي الـمـحـسـوب

ووفقا للإذاعة الإسرائيلية، فإن إسرائيل توجهت فقط إلى قوات الأمم المتحدة المتواجدة في لبنان، وأطلعت دولاً معيّنة بشأن موضوع الخيمتين، «من دون أن تطلب مساعدة في إزالتها من هذه الدول».

إذ هدفت إلى تمرير رسالة مفادها بأنها على دراية بما يجري في الحدود، عسى أن تلتقط هذه الدول الإشارة وتوجه بدورها رسالة لحزب الله ولبنان عبر القنوات الدبلوماسية.

وبرأي «هآرتس» فان ما حصل الجبهة الشمالية شكل مفاجأة، ولفتت الى ان التحدي المحسوب لحزب الله هو جزء من خطة مبرمجة يعمل عليها في مواجهة قيام إسرائيل في السنتين الأخيرتين بتحسين الخطط الدفاعية على الحدود مع لبنان . 

فهي تبني جداراً على مقاطع على الحدود المعرضة للاختراق. حزب الله يتهمها بخرق سيادة لبنان في عدة نقاط على طول الحدود. 

وفي الوقت نفسه، نشر معظم الوحدات من قوة النخبة «الرضوان» قرب الحدود في جنوب لبنان، وأقام عشرات مواقع المراقبة على طول الجدار تحت غطاء مواقع لحماية الطبيعة.

ولا تقف الامور عند هذا الحد، حالة الوهن الاسرائيلية، تتظهر بحسب مصادر امنية في كيان العدو بأحداث على ثلاث ساحات حدثت خلال بضع ساعات، أبرزت عدم السيطرة على الأمور في الفترة الحالية. 

وقالت للصحيفة، في الضفة الغربية قام مئات المستوطنين بأعمال الشغب وأحرقوا بيوتاً وسيارات لفلسطينيين انتقاماً على عملية إطلاق النار التي قتل فيها أربعة إسرائيليين.

أما في هضبة الجولان فأصيب خمسة مواطنين بإصابات بالغة في مواجهات عنيفة بين الشرطة وأبناء الطائفة الدرزية على خلفية معارضتهم إقامة مزارع الرياح. 

وعلى الحدود اللبنانية في مزارع شبعا تبين بشكل متأخر أن حزب الله قد اخترق المنطقة التي هي تحت سيطرة إسرائيل وأقام هناك خيمتين ووضع فيهما نشطاء مسلحين – الجيش الإسرائيلي لم يعمل على إبعادهم بالقوة. 

يبدو أن هذه الساحات الثلاث غير مرتبطة بشكل مباشر بعضها ببعض. مع ذلك، ثمة قاسم مشترك بين المواجهات الثلاث؛ وهو ان السلطة المركزية في اسرائيل آخذة في الضعف.