مسيحيو غزة محرومون من الاحتفال بأعياد الميلاد للعام الثالث

BBC

0

أصعب ما أشعر به في هذا العيد أنني سأبقى وحيدة داخل الكنيسة، حزينة بعد أن فقدت أعز الناس لديَّ خلال الحرب، زوجي وابني. لا حياة لدينا، فقدنا الحياة، والطقوس ستقتصر فقط على الصلاة”، هكذا تقول فاتن السلفيتي، وهي تبكي بحرقة شديدة، مع قرب الاحتفال بليلة عيد الميلاد وفقاً للتقويم الغربي.

وتشير فاتن إلى أنه بالرغم من أنها تعتبر يوم عيد الميلاد من أفضل أيام العام وأجملها، فإنها تقول إن الوضع الحالي الناجم عن الحرب وما شهدته من قصف ودمار، يجعلها لا تشعر بفرحة العيد.

وتعكس كلمات السيدة الغزية شعور مسيحيي قطاع غزة، الذين يحل عليهم هذا العيد للعام الثالث على التوالي، في ظل أوضاع إنسانية صعبة، بعد مرور أكثر من عامين على هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، الذي شنته حركة حماس على إسرائيل، وما أعقب ذلك من حرب شنتها إسرائيل في جميع مناطق القطاع.

الاحتفال يقتصر على الصلاة

يقول الأب جورج أنطون، مدير عمليات البطريركية اللاتينية في غزة لبي بي سي نيوز عربي: “لن تكون هناك مظاهر احتفال عامة هذا العام، لكن الاحتفال الديني سيكون حاضراً دائماً”.

وأوضح بالقول إنه “سيكون هناك قداس إلهي ومراسم كاملة، لكن المظاهر العامة مثل إضاءة الشجرة والفعاليات العائلية أُلغيَت، لأننا لا نزال نعيش آثار الحرب، والناس لم تتجاوز بعد، مشاعر الإحباط والاكتئاب والحزن”.

ومن جهة أخرى، يشير أنطون إلى أن مسيحيي غزة طالتهم آثار الحرب مثل باقي الفئات في غزة، قائلاً إنه هناك “بيوت دمرت، ومراكز تعليمية ومدارس ومحال تجارية دمرت كما حصل مع الجميع” مؤكداً أن هؤلاء المسيحيين عانوا من كل آثار الحرب اقتصادياً واجتماعياً ونفسياً.

“إن مُتنا فليكن في بيت الرب”: المسيحيون في غزة يواجهون التهجير بالبقاء في الكنائس

ومن بين دور العبادة المسيحية التي طالتها آثار الحرب في غزة، ثلاث كنائس رئيسية، وهي كنيسة القديس بورفيريوس للروم الأرثوذكس، وكنيسة العائلة المقدسة (اللاتين/الكاثوليك)، وكنيسة المعمدانيين الإنجيلية.

وأدى ذلك إلى تدمير أجزاء كبيرة من هذه المباني، ومقتل وإصابة عدد من أبناء الطائفة المسيحية، بينهم نساء وأطفال وكبار السن.

ورغم هذه الأحداث، قررت بطريركية الروم الأرثوذكس المقدسية والبطريركية اللاتينية في القدس، إبقاء الكهنة والراهبات في أماكنهم، لمواصلة رعاية العائلات المتبقية في المناطق المحيطة بهم. وتحولت الكنائس في كثير من الأحيان إلى ملاذ لمئات المدنيين للإقامة فيها.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.