ولادة النور في زمنٍ خفت فيه النور

نضال حسن شهاب

0

(رنمي أيتها السماوات وابتهجي أيتها الأرض)

في عيد الميلاد المجيد، نقف أمام ولادةٍ عظيمة .

أمام مناسبةٍ تشبه صاحبها، ولادة للنور في عالمٍ خفت فيه النور، أثقلته العتمة وأرهقته الحروب، وأنهكته الانقسامات والتجاذبات السياسية …وبعد.

في لبناننا الحبيب، الذي لم تلتئم جراحه بعد ؛ نعيش فرحة الميلاد رغم الألم.

ميلاد يبقى فسحة أمل وعلامة رجاء وأصل محبة… وأكثر.

ففي زمن العجز السياسي والانهيار الاقتصادي، والتحديات الأمنية، زمنٍ يُكافأ فيه الفاسدين ويُطلق فيه سراح من نهبوا الوطن بكفالاتٍ هزيلة، فيما يُنسى الأسرى الأبطال الذين ضحّوا من أجل كرامة لبنان.

زمن تُنتهك فيه أرضنا من عدوٍ غاصب، وتسقط فيه الاقمار قمراً تلو الآخر دون أن يتحرّك ضميرهم بل إن بعض حثالة المجتمع يحرّضون على استمرار العدوان، وكأن من يرتقون ليسوا لبنانيين.

زمن تجاذباتٍ سياسية تنغرس كالسكاكين في خاصرة الوطن، وساسةٌ مرتهنون، يلهثون خلف المناصب، ويقعون في المصائد كالفئران …

أمام كل هذا، نحتاج جميعًا إلى لحظة تأمّل صادقة في معنى هذه المناسبة العظيمة، لنستلهم منها التواضع والتضحية والمحبة والوحدة…

فالميلاد ليس مجرد عيدٍ أو طقس من طقوس الفرح، بل دعوة رجاء ودعوة أمل ونداءٌ إلى ولادة جديدة في داخلنا كأفرادٍ ومجتمع، تعيد إلينا روح الأخوّة وتعيدنا إلى ذواتنا، وإلى لبناننا لا إلى سواه.

لتكن هذه المناسبة محطة نكسر فيها جدران الطائفية، ونرفض التجاذبات السياسية، ونفكّ قيود الارتهانات الخارجية، ونختار أن نعيش في ظل وطنٍ واحد موحد ، يجمعنا ولا يفرّقنا، يحمينا ولا يخذلنا.

فلنُحيِ معًا ثقافة العيش الواحد، لأن لبنان لا يقوم إلا بجناحيه، ولا يستمر إلا بتنوّعه ووحدته، وبإرادة أبنائه المخلصين.

ولنجعل من نور الميلاد شعلةً تضيء طريقنا نحو دولة العدالة، والكرامة، والإنسان.

وبالطبع فزيارة البابا لاوون الى لبنان حملت معها الكثير من الحب والسلام للبنان.

وكل عام ولبناننا الحبيب وأهله بحالٍ أفضل.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.