لا يختلف اثنان من الرائين للمشهد العربي والفلسطيني على وجه التحديد، في قراءة حجم التغيير الكبير والتأثير المنقطع النظير الذي أحدثته شبكات التواصل الاجتماعي و بعض منصات الإعلام التي أخذت على عاتقها مواجهة مشاريع نتنياهو اعلاميًّا وتسليط الضوء على مشهديات لم تحدث قطّ في التاريخ، الأمر الذي عرّى نتنياهو وحكومته امام العالم برمته ووضعه امام حقيقة نفوسهم التي اقترفت ما اقترفت في البشر والحجر، باستمتاع أيديولوجي وكأن الذي يحدث جزء من تكليفهم التلمودي والٱيديولوجي، فقد كان للاعلام الملتزم الدور الكبير في وعي شعوب العالم والتأثير على الحكومات ودوائر صنع القرار باستثناء تلك الاميركية التي ما زالت ترى في هذه الحكومة اليمينية الذراع القوي لبسط النفوذ على حضارتنا وثرواتتا وممتلكاتنا وتاريخ أمتنا ومستقبلها، ولكن رغم كل هذا الغرام الأميركي لهذا اليمين” الذي يعشعس في البيت الأبيض ودوائر صنع القرار كما يسكن العنكبوت في بيت مهجور لا يزوره سوى عابر سبيل كل عشرين عام، يبقى الدور الكبير لاقلام اخذت على عاتقها أن تكشف عن ضحالة التاريخ في الشرق الأوسط وخاصة في هذه النقطة الملتهبة فيه, والتي تمثل واحدة من اخر نقاط القهر والإذلال والاذعان في العالم الحديث.
التحديات الكبرى لهذا الاعلام “الملتزم” تتمثل في دعمه ليستمر، فكما تُغدق المليارات على وسائل إعلام لا لعبقرية العاملين فيها، بل لزحفهم أمام المشروع الغربي واستعدادهم لفعل كل شيء ليبقى شلال “الدولار ” هدّارًا، يجب على اهل الحق والكلمة الحرة ومن يعنيهم الأمر احتضان اقلام اخذت على عاتقها تحدّي كل تفصيل يؤثر عليها لاحقاق كلمة الحق، وهذا الأمر مرهون بكل احرار العالم ودوله والمؤمنين بالحق والحرية والكلمة الصادقة طريقًا للحياة.
الإعلام الملتزم قضايا الحق والانسان والمدافع عن المظلومين في هذا العالم “المنطبح” أمام أسياد المال، عن ثورة لا تقدر باثمان الكون، وهو ثورة حقيقية في زمن الركوع والجُبن.