أفلت سمش نصر الله فأشرقت شمس الخامنئي- بقلم رئيسة التحرير لبنا وهب
أفلت سمش نصر الله فأشرقت شمس الخامنئي
بقلم رئيسة التحرير لبنا وهب
تأفل الشمس عن مكان لتشرق في آخر تاركةً أشعتها الأثر والفضل في كل ما بنبت من نبات وفي كل ما يجري في دم الأحياء من فيتامينات، فهي لا تغيب عن الحضور وإن غابت عن العين وهكذا هو الشهيد السيد حسن نصر الله الّذي لا يزال محط اهتمام المحبّ والمغرض على حد سواءـ حتى بعد غيابه جسديًا عن الحضور.
فاليوم بعد سنة على اغتيال أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله، لا يزال ذكره الشغل الشاغل الذي يبلسم أرواح المحبّين ويرهب قلوب الأعداء. والأدلة والشواهد على ذلك كثيرة، إلا أن توثيق شخصية أممية دينية عربيّة لبنانية جنوبية كشخصية السيد نصر الله يحتاج لإعداد موسوعة من عدّة مجلدات لفهم هذه الشخصية الأسطورية.
هذا تمامًا ما سارع العدو الإسرائيلي لفعله في دراسة شخصية السيد نصر الله، فوصفه بالأسطورة التي يجب أن تدّرس للتعامل مع أي شخصية صاعدة مماثلة في العمل السياسي والعسكري في المقاومة لاحقًا، كما نشرت إحدى الصحف العبرية .
كيف لا وقد عمد العدو الإسرائيلي لاغتيال السيد نصر الله في 27 أيلول 2024 بأطنان من المتفجرات في سابقة تاريخية لا مثيل لها في إغتيال أي زعيم سياسي أخر، ظنًا منه بأنه بذلك يسلم من بصيرة السيد نصر الله النافذة وحكمته وحنكته وتطلعاته نحو تحرير القدس، وبالتالي القضاء على حزب الله والمقاومة.
فشخص واحد كالسيد نصر الله كان كفيل بأن يجمع شمل الأحرار من العرب فيما أطلق عليه تسمية محور المقاومة ليرهب به العدو الإسرائيلي المجرم الذّي يذبح الأبرياء ويغتصب الأراضي وحقوق العباد دون أي وجه حق في ظل موقف دولي خجول ينتهي غالبًا بحق النقض الفيتو من الولايات المتحدة الأمريكية في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الداعم لهمجية ووحشية الاحتلال الإسرائيلي بما يزيد من جبروت وعدوان العدو الصهيوني يومًا بعد يوم تحت التهديد الأمريكي بفرض العقوبات الاقتصادية على من يتجرأ بقول لا لأمريكا.
غير أنّ الجمهورية الإسلامية في إيران بقيادة الولي الفقيه السيد علي الخامنئي لطالما سجلت مواقف مشرفة سياسيًا وعسكريًا ودينيًا وأخلاقيًا وإنسانيًا وحتى اقتصادياً في دعم أهل الحق في وجه أهل الباطل. ففي أكثر من محطة مفصلية كانت إيران، بتوجيهات من السيد علي الخامنئي، تمدّ يد العون للمستضعفين من أهل الحق في لبنان وفلسطين واليمن والعراق، فلم تتوان عن إمدادهم بالعتاد والأموال والنفط والغذاء ومساندتهم في المحافل الدولية ضاربةً بعرض الحائط تهديدات الولايات المتحدة الأمريكية صابرةً على العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها عملاً بما تقتضيه الإنسانية وبما تفرضه التعاليم الدينية في رفض الظلم ونصرة الحق وإغاثة المستضعف بكل ما تملكه من إمكانيات دون أي تردد بمباركة ومتابعة السيد الخامنئي الّذي تجلى دوره أكثر وتوجهت إليه الأبصار وقلوب المستضعفين وخصوصًا في الشرق الأوسط بعد اغتيال السيد نصر الله فأشرقت شمس الخامنئي في قلوب الأحرار من أنصار الحق وبخاصة بعد انتصار إيران في وجه العدوان الإسرائيلي مؤخرًا الذي زامن عيد الغدير، والمواقف الحازمة والحاسمة للسيد الخامنئي وأوامره بالرد على الكيان المجرم وإيلامه أشد إيلامًا ولجمه ليعود أدراجه مخذولاً باجتماع صفوف الإيرانيين وبيئة المقاومة كالبنيان المرصوص مرّة جديدة والتعافي شيئًا فشيئًا من ألم غياب السيد حسن نصر الله بمزيد من الإيمان والصبر وبمزيد من الارتباط بالسيد علي الخامنئي كمرجع ديني حكيم وفقيه قادر على بلسمة الجراح والاحتكام بأمره في السلم والحرب.