كاتب أميركي: سياسات ترامب تزيد الخطر على أميركا من “السلفية الجـ..ـهادية”

0

أكد الكاتب والمؤرخ العسـ.ـكر ي الأميركي (من أصل روسي) ماكس بوت أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تخصص الموارد الفدرالية من أجل محاربة كارتلات المخدرات والدولة الفنزويلية وجماعات يسارية مثل “Antifa”.

وفي مقالة نُشرت بصحيفة “واشنطن بوست”، قال الكاتب إن ذلك يطرح أسئلة جوهرية حول أولويات الإدارة الأميركية وتوزيع الموارد، مضيفًا أن كارتلات المخدرات قد تكون “شريرة”، لكنّها تتحرك في النهاية على أساس الأرباح المالية وليس على أساس أيديولوجية القـ..ـتل على غرار تلك التي يتبناها تنظيم “داعـــ..ــش”.

وأردف أن “Antifa” هي عبارة عن مجموعة من الناشطين الذين لا يخططون لهـجـ.ـمات تسقط عدد كبيرًا من الضحايا على غرار ما يفعل تنظيم “القا عدة”.

كما تابع الكاتب – الذي يعد من أشهر الخبراء الأميركيين في المجال العسـ.ـكر ي – أن إدارة ترامب وبينما تركز على الإرهـ.ـ.ـابيين “الزائفين”، وفق وصفه، فإنها تخاطر في تشتيت أنظارها عن المعركة ضدّ الإرهـ.ـ.ـابيين الحقيقيين، مشيرًا إلى هـ..ـجوم سيدني الذي أقدم فيه أب وابنه على قـ..ـتل خمسة عشر شخصًا، لافتًا إلى أن الرجلين كانا متأثرين بفكر “داعـــ..ــش”. كذلك، أشار إلى هـ..ـجوم تدمر، حيث قـ..ـتل عنــ.ـصر من “داعـــ..ــش” جنديين أميركيين اثنين وأميركيًا آخر مدنيًا.

عقب ذلك، تحدث الكاتب عن مواصلة تنظيم “داعـــ..ــش” نشر عقيدته، وبشكل أساس إلكترونيًا، مضيفًا أن “حــ..ـــرب “إســ..ـرائيل” – غزّة” استقطبت مجندين جددًا إلى قضية “داعـــ..ــش”، مردفًا أن لدى “داعـــ..ــش” جماعات تابعة له من أفغانستان وصولًا إلى إفريقيا والفلبين.

كما أضاف أن لدى تنظيم “القا عدة” جماعات تابعة له حول العالم، بما في ذلك جماعة على وشك الاستيلاء على السلطة في مالي.

هذا، وأشار الكاتب إلى ما قاله خبراء في مجال الإرهـ.ـ.ـاب عن أن عدد الجماعات الإرهـ.ـ.ـابية “السلفية الجـ..ـهادية” المدرجة على لائحة وزارة الخارجية الأميركية أصبح يساوي خمسة أضعاف العدد الذي كان موجودًا في الحادي عشر من أيلول عام 2001.

وشدد الكاتب على أن محاربة “الجماعات الجـ..ـهادية” تتطلب استراتيجية شاملة طويلة الأمد، وعلى أن بعض الضربات الجوية كتلك التي شنت في سورية خلال الأيام الأخيرة لن تحقق الكثير، معتبرًا أن إدارة ترامب اتّخذت إجراءات تقوض محاولاتها لمحاربة هذه الجماعات.

وفي هذا السياق، أشار إلى أنه جرى تحويل الموارد في وزارة “الأمن الداخلي” ومكتب التحقيقات الفدرالي من مجال الإرهـ.ـ.ـاب وغيرها من المجالات إلى إنفاذ قوانين الهجرة.

كما قال إن نسبة ربع عناصر مكتب التحقيقات الفدرالي يعملون حاليًا على ملفات تتعلق بالهجرة، وذلك على الرغم من أن غالبية الأشخاص الذين يتم ترحيلهم ليس لديهم سجل جنائي.

وذكر في السياق نفسه قيام وزارة الخارجية الأميركية بإغلاق مكاتب مخصصة لمحاربة المعلومات المضللة على المنصات الإلكترونية، مضيفًا أن إدارة ترامب تضغط على مواقع التواصل الاجتماعي من أجل الحد من مساعيها للتخفيف من حدة المحتوى المنشور.

وبينما لفت إلى أن ذلك يوصف بأنه يأتي في إطار مـ..ـواجهة “الرقابة” وأنه يعود بشكل أساس إلى الرغبة في التخفيف من القيود على أنـ.ـصـار معسـ.ـكر اليمين، حذر من أن من شأن ذلك أن يعطي “داعـــ..ــش” وغيره من الجماعات المسلـ.ـحة هامشًا أكبر على المنصات الإلكترونية.

كذلك، تحدث الكاتب عن احتقار إدارة ترامب لحلفاء الولايات المتحدة وللمعايير الدولية، معتبرًا أن ذلك يقوض التعاون الدولي المطلوب لمحاربة الشبكات الإرهـ.ـ.ـابية، مشيرًا إلى ما كتبته مديرة الاستخبارات القومية تولسي جابرد على منصة “اكس” عن أن ما حصل في أستراليا هو نتيجة التدفق الهائل من “الإسـ..ـلامـيين” إلى البلاد، إذ رأى أن هذا الكلام مفاده إلقاء اللوم على الحكومة الأسترالية لما حصل.

كما أشار إلى ما قالته جابرد عن أنه على الأرجح فات الأوان لأوروبا، وربما لأستراليا، مشددًا على أن من يتولى منصب مثل الذي تتولاه تولسي جابرد يجب أن لا يوجه رسائل من هذا النوع إلى شركاء بارزين لأميركا، مردفًا أن بعض الحلفاء بدأوا يقللون من مشاركة المعلومات الاستخباراتية مع واشنطن.

هذا، وتابع الكاتب أن إدارة ترامب تضع “المعركة ضدّ الإرهـ.ـ.ـاب” في خطر من خلال تعيين ما وصفه بالعدد الكبير من المسؤولين الذين يفتقدون إلى الكفاءة. وسمى في هذا السياق تولسي جابرد وغيرها من المسؤولين في مكتب التحقيقات الفيدرالي ووزارة “الأمن الداخلي”.

وفي الختام، قال الكاتب “إن انشغال إدارة ترامب بالتهـ..ـديدات “المصطنعة أيديولوجيًا المزيّفة” يجعل أميركا أكثر عرضة للتهديد المتمثل بما أسماه “الإرهـ.ـ.ـاب الإسلاموي المتشدد” وفق تعبيره

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.