إسرائيل بين مطرقة التّفكّك الدّاخلي وسندان المنتظرين على البنادق في غزّة

زياد العسل • ١٤ أكتوبر ٢٠٢٣

تعزيز إسرائيل مأساةً كبرى في تاريخها، ولعلّ ما حدث في غزّة هو أمرٌ لم يكن يتوقّعه أشدُّ النّاس تفاؤلًا أو تشاؤمًا بالقضية الفلسطينية، التي تم تعرف هذا المنعطف الاستثنائي في تاريخها، فالضّربات اليوم تأتي من كلّ حدبٍ وصوب، فيها الدّاخلي الذي يتمثّل بالصّراع البنيويّ ضمن الكيان، وفيها الخارجي الذي بات واضحًا من خلال تعاظم امكانيّات القوى التي باتت تنتظرُ اللّحظة للضّغط على زناد التّحرير الشّامل.

داخليًّا، يواجه نتنياهو معضلةً كبيرةً، في ظلّ تعاظم المعارضة له، وتحميله مسؤولية الكثير من الإخفاقات الدّاخلية، فحتّى حرب غزّة لم تستطع جمعه مع معارضيه، والذين باتوا جزءًا كبيرًا من قاطني الكيان، وهو ما بات يربكُ حساباته التي يعتقد خطأً أنه يمكن أن يصلح الخاطئ منها بشدّ العصب بعد حرب غزّة، ولكنّ السّبت قد مرّ عليه، ولم يعد يستطيع خداعَ أحدٍ في الكيان، سوى الحالمين بالفرات والنيل وما ببنهما، من أنصار اليمين المُتعصّب، الذي يحلمُ احلامًا تشبهُ حلم إبليس في الجنّة،وفق المقولة الشّائعة.

خارجيًّا، ثمّة انعطافة قويّة لحماس في إطار المواجهة، وهذا ما بات واضحًا وجليًّا، فامكانياتها اللوجستية والفنّية والقتالية واحتضان الشّارع الفلسطيني لها بات أقوى من أيّ وقتٍ مضى وانقضى، والدليلُ الأمضى هو طوفان القدس نفسه، الذي فجّر مفاجأةً ستبقى تلاحقُ نتيناهو لغرفة نومه، مصيبةً اياه بكوابيسَ أبطالها ملثّمون، والمتحدّث فيها أبو حمزة.



أختمُ بقولٍ قرأتهُ للرّئيس الإسرائيليّ موشيه كاتساف يقول فيه:" هناك فجوةٌ واسعةٌ بيننا وبين أعدائنا، ليس فقط في القدرة، بل بالأخلاق والثقافة وقدسية الحياة والضّمير، أنهم جيراننا على بعد أمتار، ولكنّهم ينتمون في صمودهم لمجرّةٍ مختلفة".



شهد شاهدٌ من أهلهم، فهل يرعوِ النّتنياهو، أم أنَّهٌ لم يتعلّم الدّرس الغزّاويَّ بعد؟